عندما بكى محمود درويش | وَقُلْتُ للذكرى: سَلاماً | Mahmoud Darwish
قصيدة : فوضى على باب القيامة - البئر - محمود درويش
سأشربُ حفنةً من مائها.وأَقولُ للموتى حوالَيْها: سلاماً،
سلاماً، أَيُّها البَاقونَ حول البئر في ماء الفراشةِ!
أَرفَعُ الطَيُّونَ عن حَجَرٍ: سلاماً أيها الحَجَرُ الصغيرُ!
لعلَّنا كُنَّا جناحَيْ طائر ما زال يوجعُنا.
سلاماً أَيها القَمَرُ المُحَلِّقُ حَوْلَ صُورَتِهِ التي لن يلتقي أَبداً بها!
قد كنتُ أَمشي قربَ نفسيْ: كُنْ قويّاً يا قريني
لم أُكْملْ زيارتي القصيرةَ بَعْدُ للنسيانِ...
لم آخُذْ مَعي أَدواتِ قلبي كُلَّها
وَقُلْتُ للذكرى: سَلاماً يا كلامَ الجَدّة العَفَوِيَّ
يأخُذُنا إلى أَيَّامنا البيضاءِ تحت نُعَاسنا...
صَنَعْتُ وحدي ما أَشاءُ:
كبرتُ ليلاً في الحكاية بين أَضلاعِ المُثَلَّثِ: مصرَ، سوريّا، وبابلَ
ههنا وحدي كبرتُ
اقتربْ ... لأَعود من هذا الفراغِ إليكَ يا جلجامشُ الأبديُّ في اسْمِكَ!..
كُنْ أَخي! واذْهَبْ معي لنصيحَ بالبئر القديمة
ربما امتلأتْ كأنثى بالسماء
ورُبَّما فاضت عن المعنى وعمَّا سوف يحدُثُ
سنشرب حفنةً من مائها
سنقول للموتى حواليها: سلاماً
أَيها الأحياءُ في ماء الفَرَاشِ وأَيُّها الموتى، سلاما
أَختارُ يوماً غائماً لأَمُرَّ بالبئر القديمة
أَختارُ يوماً غائماً لأَمُرَّ بالبئر القديمةِ رُبّما امتلأتْ سماءً
رُبَّما فاضَتْ عن المعنى وَعَنْ أُمْثُولةِ الراعي
سأشربُ حفنةً من مائها .وأَقولُ للموتى حوالَيْها: سلاماً،
سلاماً، أَيُّها البَاقونَ حول البئر في ماء الفراشةِ!
أَرفَعُ الطَيُّونَ عن حَجَرٍ: سلاماً أيها الحَجَرُ الصغيرُ!
لعلَّنا كُنَّا جناحَيْ طائر ما زال يوجعُنا.
سلاماً أَيها القَمَرُ المُحَلِّقُ حَوْلَ صُورَتِهِ التي لن يلتقي أَبداً بها!
وأَقول للسَرْوِ: انتَبهْ ممَّا يقولُ لَكَ الغبارُ.
لعلَّنا كنا هنا وَتَرَىْ كمانٍ في وليمة حارساتِ اللازَوَرْدِ
لعلَّنا كُنَّا ذراعَيْ عاشقٍ...
قد كنتُ أَمشي قربَ نفسيْ:
كُنْ قويّاً يا قريني، وارفعِ الماضي كقرنَيْ ماعزٍ بيديكَ
واجلسْ قرب بئرك. رُبَّما التفتتْ إليكَ أَيائلُ الوادي ...
ولاح الصوتُ – صوتُك صورةً حجريَّةً للحاضر المكسورِ...
لم أُكْملْ زيارتي القصيرةَ بَعْدُ للنسيانِ...
لم آخُذْ مَعي أَدواتِ قلبي كُلَّها:
جَرَسي على ريح الصنوبرِ ، سُلَّمي قرب السماءِ
كواكبي حول السطوحِ، وبُحَّتي من لَسْعة الملح القديم
وَقُلْتُ للذكرى: سَلاماً يا كلامَ الجَدّة العَفَوِيَّ
يأخُذُنا إلى أَيَّامنا البيضاءِ تحت نُعَاسنا...
واسْمِيْ يرنُّ كليرة الذَهَبِ القديمةِ عِنْدَ باب البئرِ
واسْمِيْ يرنُّ كليرة الذَهَبِ القديمةِ عِنْدَ باب البئرِ
أَسْمَعُ وَحْشَةَ الأَسلاف بين الميم والواو السحيقة
مثل وادٍ غير ذي رزعٍ وأُخفي ثعلبي الوديَّ.
أَعرفُ أَنني سأعود حيّاً, بعد ساعاتٍ
من البئر التي لم أَلْقَ فيها يوسُفاً أَو خَوْفَ إخوتِهِ مِنَ الأصداء
كُنْ حَذِراً! هنا وضعتْكَ أُمُّكَ قرب باب البئر،
وانصرَفَتْ إلى تَعْويذةٍ... فاصنعْ بنفسكَ ما تشاءُ. صَنَعْتُ وحدي ما أَشاءُ:
كبرتُ ليلاً في الحكاية بين أَضلاعِ المُثَلَّثِ: مصرَ، سوريّا، وبابلَ
ههنا وحدي كبرتُ بلا إِلهاتٍ الزراعة.
كُنَّ يَغْسِلْنَ الحصى في غابة الزيتون. كُنَّ مُبلَّلاتٍ بالندى
ورأيتُ أَنِّي قد سقطتُ عليَّ من سَفَر القوافلِ، قرب أَفعى
لم أَجِدْ أَحداً لأُكْمِلَهُ سوى شَبَحي
رَمَتْني الأرضُ خارجَ أَرضها، واسمي يَرِنُّ على خُطَايَ كَحذْوةِ الفَرَسِ:
اقتربْ ... لأَعود من هذا الفراغِ إليكَ يا جلجامشُ الأبديُّ في اسْمِكَ!..
كُنْ أَخي! واذْهَبْ معي لنصيحَ بالبئر القديمة
ربما امتلأتْ كأنثى بالسماء
ورُبَّما فاضت عن المعنى وعمَّا سوف يحدُثُ
سنشرب حفنةً من مائها
سنقول للموتى حواليها: سلاماً
أَيها الأحياءُ في ماء الفَرَاشِ وأَيُّها الموتى، سلاما
#محمود_درويش
#ادبنا
#Mahmoud_Darwish
الموسيقى للمبدع الفنان ömer göktepeliler
رابط المقطع
/watch/QQrhKO7KeppKh
رابط القناة
/@ omergoktepeliler2940
الفيديوهات المستخدمة من موقع بكسل المجاني
https://www.pexels.com/videos/
وجميعها Free to use
دواوين الشاعر محمود درويش و الاعمال كاملة موقع ادبنا
http://bit.ly/2G2wTHB
اقتباسات محمود درويش موقع ادبنا
http://bit.ly/2FOmH5c
دواوين الشاعر نزار قباني و الاعمال كاملة موقع ادبنا
http://bit.ly/2TWEI6f
اقتباسات نزار قباني موقع ادبنا
http://bit.ly/2UhQxJz
دواوين الشاعرة غادة السمان و الاعمال كاملة موقع ادبنا
http://bit.ly/2U20CW4
اقتباسات غادة السمان موقع ادبنا
http://bit.ly/2K6YdcP
دواوين احلام مستغانمي و الاعمال كاملة موقع ادبنا
http://bit.ly/2I0yf9c
اقتباسات احلام مستغانمي موقع ادبنا
http://bit.ly/2TYTXMl
دواوين الشاعر جبران خليل جبران و الاعمال كاملة موقع ادبنا
http://bit.ly/2I0yEse