المدة الزمنية 10:13

ماذا لو تحقق أمل الغرب باختفاء أردوغان من المشهد العالمي؟ المغرب

بواسطة صدى الفكر
7 102 مشاهدة
0
401
تم نشره في 2023/05/03

ماذا لو تحقق أمل الغرب باختفاء أردوغان من المشهد العالمي؟! آخر المستجدات على الساحة التركية والعربية والعالمية .. كونوا معنا دائما لدعم القناة ما عليك سوى الانتساب من خلال هذا الرابط: /channel/UCFZeI0ulsHzzaap9IyZSGeA/join #صدى_الفكر #أردوغان #تركيا #المعارضة_التركية #الانتخابات_التركية #امريكا العالم ينظر الآن إلى تركيا وينتظر نتيجة أخطر انتخابات، والمحللون السياسيون يستعرضون قدراتهم في البحث عن معلومات تؤكد وجهات نظرهم، وشركات استطلاع الرأي تنشر كل يوم نتائج مختلفة يمكن أن يحصل عليها كل مرشح وحزب. دراسة مضمون ما تنشره وسائل الإعلام الغربية يؤكد التحيز ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، لذلك نطرح هنا سؤالا: ماذا لو تحقق أمل الغرب باختفاء أردوغان من المشهد العالمي؟! فتح زجاجات الشمبانيا يقول الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في مقال في "ميدل إيست آي": إن الغرب سيحتفل بسقوط أردوغان في الانتخابات بفتح زجاجات الشمبانيا من برلين إلى واشنطن، لكن هل سيكون اختفاء أردوغان من المشهد العالمي في صالح تركيا أو منطقة الشرق الأوسط؟! الإجابة عن ذلك السؤال تحتاج إلى رؤية حكماء يستشرفون المستقبل، لكن أما زال في الغرب العنصري المتمحور على ذاته ومصالحه من يملك تلك القدرة؟ في مقاله ذلك، اختار هيرست وصفا دقيقا، فالشمبانيا -دونا عن أنواع الخمور الأخرى- من أهم مظاهر الترف في الغرب، لا يشربها إلا الأغنياء الذين كدسوا الثروات، وأصوات فتح زجاجاتها تعبر عن عالم غرق في الترف في مواجهة عالم آخر يعاني الفقر والقهر.. وهذا الغرب الثري يرفض أن تعبر تركيا -رغم عضويتها في حلف الناتو- عن سياسة مستقلة، أو تقوم بصياغة علاقاتها الدولية لتحقيق مصالحها التي تتعارض مع المخططات الأميركية للسيطرة على العالم. أصوات زجاجات الشمبانيا التي ستفتح احتفالا بسقوط أردوغان تكشف عنصرية الغرب، ورفضه استقلال الدول، وتآمره لمنع الشعوب من فرض إرادتها، وكسر التبعية، وقد رأينا خلال العقد الماضي كيف دعموا تدمير التجارب الديمقراطية لشعوب عربية تطلعت لتحقيق الحرية والاستقلال الشامل. اكتشاف الحقائق وإدارة الصراع من الثمار الإيجابية للانتخابات التركية أن يكتشف الكثير من شعوب العالم الحقائق حول طبيعة الصراع، والعقلية الاستعمارية التي يحاول الغرب إخفاءها، وكيف يستخدم الإعلام لتضليل الشعوب، والمعايير المزدوجة التي يتعامل بها مع قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان. امتلك ديفيد هيرست الشجاعة ليكشف بوضوح أن مشكلة الغرب مع تركيا: أن أردوغان يصرّ على الاستقلال في علاقاته الدولية عن الغرب، وأن تكون لتركيا مكانتها العالمية والإقليمية، بينما يريدون حاكما لتركيا يكون أكثر طاعة لهم. لذلك أكد بايدن خلال حملته الرئاسية أن أردوغان عليه أن يدفع الثمن، وعلى أميركا أن تريه بوضوح أنها تدعم المعارضة في تركيا، وإذا صحّ ما نشرته بعض وسائل الإعلام فقد تكون السفارة الأميركية في أنقرة عقدت اجتماعات لتوحيد قوى المعارضة ضد أردوغان، وهذا يساهم في تفسير كثير من الأحداث، أهمها كيف اتفقت المعارضة المنقسمة على اختيار كليجدار أوغلو. التنازل عن استقلال تركيا يطرح ديفيد هيرست سؤالا: هل يتنازل كليجدار أوغلو عن استقلال تركيا؟ مشيرا إلى أن كليجدار أوغلو يبدي رغبة جامحة لإرضاء واشنطن والاتحاد الأوروبي والناتو، فقد حرص على زيارة أميركا وبريطانيا قبل إعلان ترشحه، وقدّم وعودا تغازل الغرب مثل الوقوف بجانب أوكرانيا ضد روسيا، وهو ما عارضه قادة في حزبه، ومن شأن هذا التوجه أن يفقد تركيا المميزات التي حققتها بتبني سياسة مستقلة متوازنة تمكّنها من لعب دور الوسيط والحفاظ على مصالحها. قبل أشهر، تمكّن أردوغان من حماية العالم من مجاعة عندما نجح في تأمين تدفق صادرات الحبوب من أوكرانيا إلى العالم، وهذا يوضح أهمية الموقف التركي المتوازن المستقل عن الغرب. وكما نجح في صادرات الحبوب، يمكن لهذا الموقف المستقل أن يسهل التوصل إلى حل لهذه الحرب عبر رعاية المفاوضات، إذا أدركت أميركا يوما أنها لن تستطيع تحقيق انتصار حاسم على روسيا، وأن الحرب ستستنزف قوة روسيا وأميركا، وتدمر أوروبا. هل يحقق كليجدار أوغلو وعوده؟ من أهم وعود كليجدار أوغلو لإغراء الشعب التركي بانتخابه: انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وأن المواطن التركي سيتمكن من السفر إلى أوروبا دون الحاجة إلى تأشيرة. لكن هيرست يشكك في قدرته على تحقيق هذا الوعد، فتركيا كانت مرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي منذ عقدين، ولن يحقق كليجدار أوغلو تقدما أسرع مما حاول أردوغان أن يحققه! يضيف هيرست ملحوظة مهمة هي أن هذا الانضمام لن يتحقق دون التضحية بمصالح تركيا الحيوية. وما يقوله صحيح، فاستقلال تركيا وإضعاف قوتها الصلبة التي نجح أردوغان في بنائها على مدى عقدين يمكن أن يكونا الثمن الذي يدفعه كليجدار أوغلو للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والمفارقة أن نذر الخطر تحيط بهذا الاتحاد وتهدد بتفككه وانفجار صراعات جديدة بين دوله. أوروبا الآن أيضا أصبحت مثقلة بأزماتها، وتتزايد فرص اليمين المتطرف في الوصول إلى حكمها، وهذا اليمين يتعامل بعداء مع المسلمين، ويهدد المهاجرين، وقد يكون الأتراك -خاصة في ألمانيا- أول من ستصوب العنصرية الأوروبية سهامها نحوهم، فما الفوائد التي يمكن أن تحصل عليها تركيا من الانضمام للاتحاد الأوروبي، إن نجح كليجدار أوغلو في تحقيق وعده الصعب؟ ماذا لو اختفى أردوغان؟ توصل هيرست إلى نتيجة مهمة: أن اختفاء أردوغان سيكون كارثة ليس لتركيا وحدها، بل للمنطقة كلها. لكن هل يمكن أن يستمع الغرب إلى صوت هيرست الذي يمتلك خبرة في تحليل مشكلات المنطقة التي تتصاعد حدتها وتنذر بانفجارات متتالية؟ فيما يتصل بتركيا، فإن أبرز نتائج اختفاء أردوغان سيكون توقف صناعاتها الدفاعية، والقضاء على طموحها في أن تصبح قوة إقليمية. وصناعة الأسلحة من أهم جوانب قوة تركيا الصلبة، وهي من أهم الصادرات التي تحصل منها تركيا على العملة الصلبة، وبدوره سيؤدي هذا إلى الضعف الاقتصادي، وزيادة التضخم والبطالة.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 31